وقعة كنزان
في إثر قيام العجمان بمهاجمة الأعراب القاطنين في ضواحي الكويت وانتهابهم، كتب حاكم الكويت الشيخ مبارك آل صباح إلى عبد العزيز يستعديه عليهم ويطلب منه تأديبهم وإرجاع ما أخذوه في غاراتهم تلك، فلم ير عبد العزيز بدا من الاستجابة لحاكم الكويت، فسار لغزوهم على رأس جيش أعده من قبيلة سبيع بقيادة ال ابوثنين الشيخ مسلط الأزمع أبوثنين والشيخ ناصر الأزمع أبوثنين والشيخ محمد الأزمع أبوثنين الملقب (بالخلاوي [1] وبعض الفرسان من قبيلة عتيبه ومنهم نايف ابن عون وحاضرة نجد، فسار العجمان إلى الاحساء ونزلوا بناحية كنزان فسار عبد العزيز على أثرهم ووصل الاحساء في رجب سنة 1333هـ / 1915م فبعث إليهم رسولاً يدعوهم لرد المنهوبات إلى أصحابها في الكويت، فلم ينصاعوا للأمر، فعقد العزم على قتالهم، وحشد الجموع من أهل الأحساء وغيرهم، وسار لمهاجمة العجمان في ليلة النصف من شعبان سنة 1333هـ / 1915م وعندما شعروا بزحف عبد العزيز عليهم بادروا بإبعاد نسائهم وأطفالهم عن البيوت وكمن الرجال خلف المتاريس فصبت الغارة نيرانها على البيوت الخالية، وهاجم العجمان الجيش من خلفه فارتبك ولم يتمكن من تمييز مواقع أعدائه، فسرى الاضطراب بين صفوفه وصار الجيش يقتل بعضه بعضاً فحلت بهم الهزيمة وجرح الملك عبد العزيز وقتل أخوه سعد بن عبد الرحمن، وقتل من أهل الاحساء ثلاثمائة رجل منهم عبد الرحمن بن عبد الله آل جغيمان، وعمر بن أحمد آل ملا وقتل من أهل نجد أناس كثيرون، ورجع الملك عبد العزيز إلى كوت الاحساء، وانتشر العجمان في النخيل والقرى ينهبونها، واخذ الملك عبد العزيز يعيد ترتيب جيوشه وتأليف السرايا من حاضرة أهل الاحساء وغيرهم لمطاردة العجمان، وأرسل إلى والده عبد الرحمن يستمده، وفي آخر شهر رمضان وصل الأمير محمد بن عبد الرحمن بجيوش من حاضرة نجد وباديتها لإنجاده فتعددت الوقائع بين عبد العزيز والعجمان واستمرت الحرب على أشدها إلى منتصف شهر ذي القعدة ثم اتخذ عبد العزيز من جبل القارة مركزاً لمهاجمة عدوه حيث قصفت مدفعه معسكر العجمان في جبل البريجان رمياً بصورة متتابعة فأثخن فيهم القتل فارتحلوا هاربين إلى جهة الكويت. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها غادر الملك عبد العزيز الاحساء إلى القطيف ثم إلى الرياض أما العجمان فقد استقروا في الكويت إلى أن رجعوا إلى طاعة الملك عبد العزيز وطلبوا منه الأمان فأمنهم وعادوا إلى ديارهم.
مراجع[عدل]
1. ^ كتاب السعودية ابن عثمين,ص:111