منا يعرف أن الأغلبية العظمى من أهل الصعيد عرب لكن الأغلبية العظمى أيضا لا تعرف تفاصيل هذه الأصول ولا مناطق انتشارها وتوزعاه وظروف مجيئها وتاريخ الى بلاد الصعيد
فالقبائل عربية سكنت في الصعيد حتى قبل الفتح الاسلامي خاصة في الصحراء الشرقية ولكن هذه القبائل تدفقت الى الصعيد بشكل كثيف جدا بعد الفتح الاسلامي من عدة طريقين رئيسسن اهمها عبر البحر الاحمر خاصة من جدة الى ميناء عيذاب وهي حلايب وشلاتين في العصر الحالي والطريق الثاني عبر سيناء ثم الهبوط الى الصعيد وكان طريق البحر الاحمر هو الاكثر والاهم بسبب القرب الجغرافي للصعيد من الجزيرة العربية عبر البحر الاحمر ولم تكن هجرت القبائل العربية من الجزيرة العربية الى الصعيد فقط بلا كانت هناك ايضا هجرات ع**ية احيانا للقبائل العربية من الصعيد الى الجزيرة حيث كانت بعض القبائل العربية المستقرة في الصعيد تهاجر مرة اخرى الى الجزير العربية لانها لا تستطيع البقاء في الصعيد لأن القبائل التي كانت تسكن في الصعيد هي القبائل القوية فقط والسبب في ذلك ان الخلافة الاسلامية كانت تقوم بنفي القبائل التي كانت تثير المشاكل والقلاقل وتقوم بابعادهم من المناطق المهمة مثل الشام والحجاز والعراق وتقوم بنفيهم الى الصعيد لأنه بعيد من المناطق الحساسة فمثلا في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تسببت قبيلة قضاعة القحطانية بالكثير من المشاكل في الشام فقرر سيدنا عمرو نفي ثلث قضاعة من الشام الى الصعيد حتى يقلل ويحد من مشاكلهم وكانت قبيلة بلي الشهيرة تمثل ثلث قبيلة قضاعة لأن قبيلة بلي هي جزء وفرع من قبيلة قضاعة فتم نفي كل قبيلة بلي من الشام الى الصعيد والبعض منها عاد لاحقا في فترات تاريخية متلاحقة لكن الغالبية العظمى بقيت في الصعيد وهناك اسباب اخرى طبعا لنزوح العرب الى الصعيد منها ان الصعيد كان بالنسبة لباقي البلاد العربية الاخرى هو اغنى المناطق واجملها وكثرها خيرا حتى تغنى الشاعر العربي فقال :
صعيد علا فوق الاقاليم قدره **به العيش حلو والمقام حميد
وايضا سبب رئيسي آخر وهو الفتوحات الاسلامية حيث كانت الجيوش الاسلامية مقسمة الى قبائل وعندما جاءوا فاتحيين لصعيد استقروا به لما رأوا من كثرة الخيرات فيه وايضا عندما فتح المسلمون بلاد النوبة كان النوبة يدخلون الاسلام ويترك المسلمون عليهم حامية صغيرة ولما يغادر الجيش الاسلامي الفاتح يذهب النوبة لهذه الحامية ويقتلوها ويرتدوا عن الاسلام ولم يستقر النوبة على الاسلام الا عندما سكنت بجنبهم قبائل العرب في الصعيد واشتدوا في حربهم واجبروهم على الخضوع
والقبائل العربية في الصعيد كالتالي
1- قبيلة بلي : وهي جزء من قضاعة والنسبة اليها بلوي وهي تسكن الآن في قنا وسوهاج وأسوان خاصة في ابوتشت وجنوب سوهاج
2- قبيلة جهينة: وهي أيضا جزء من قضاعة واغلبها تسكن في الصعيد في قنا وسوهاج واسوان ويجاورون ابناء عمهم بلي
3- باقي قبيلة قضاعة : ومنهم قبيلة الحجيرات التي تسكن قرية الحجيرات بمحافظة قنا
4- قبيلة همدان
5- قبيلة بني هلال واكثرهم هاجر الى الصعيد في هجرة قبائل بني هلال المشهورة بقيادة ابوزيد الهلالي وبعضهم هاجر الة تونس في العصر الفاطمي وقضوا على دولة البربر الزناتية هناك وانتشروا في ارجاء المغرب ولازال كثير منهم في الصعيد واغلبهم في قنا واسوان
6- قبيلة المهرة من سبأ من قحطان ومنهم اليوم قبائل السمطا بمركز دشنا وهم من فرع من المهره يقال له بيت سمودة وكانوا يسمون بالسمدا ثم السمطا وهم الآن في دشنا واسيوط
7- قبيلة لخم
8- قبيلة جذام
9- قبيلة دغيم وقد ذكرهم ابن بطوطة في رحلته وهم الآن يسكنون قرية دغيم جنوب مدينة قنا
10 قبيلة ربيعة: بمحافظة قنا واسوان واغلب قبيلة ربيعة ايضا سكنت في الصعيد بعد هجرتهم المشهورة وهي هجرة ربيعة الكبرى واقواموا في الصعيد دولة ربيعة وكانت دولة قوية حكمت فترة طويلة من الزمن
11-قبيلة حرب : والنسبة اليها حربي وهي تسكن بمحافظة قنا ومنهم في باقي مصر النفيعات ومزينة
12- قبيلة الرواشد: وهي تسكن بمحافظة قنا والصحراء الشرقية واسوان
13- قبيلة الخشمان : وهي قبيلة هاجرت من الجزيرة العربية في العصر الحديث قبل ظهور النفط مباشرة وتسكن في الصحراء الشرقية
14- قبية بني مر : ومنهم الرئيس السابق جمال عبد الناصر وهم في اسيوط في قرية بني مر وفي سوهاج ويسمون بالمريرات وفي مدينة وقرى مركز ادفو باسوان ويسمون بالمراري
وهناك قبائل عربية اخرى كثيرة سوف نذكرها ان شاء الله
4 تعليق على “القبائل العربيه في الصعيد”
sabourluxor قال:
أغسطس 19th, 2010 at 12:43 ص
ومن القبائل العربية التي سكنت في الصعيد ايضا :
15- قبيلة الحداربة واكثرهم الآن في محافظة قنا خاصة مركز قوص ويسمون الى الآن بالحداربة وهي قبيلة جاءت من حضرموت وكان لها دور كبير في الصعيد سياسيا واقتصاديا حيث جاءت امن حضرموت الى وادي العلاقي في الصعيد حيث ارض المعادن هناك وكانوا من كثرتهم تحمل اليهم المؤونة والزاد على ستين الف راحلة وكانوا في حيش ابو عبدالرحمن العمري الذي اسس دولة كبيرة له في الصعيد وكان يهابه ولاة القاهرة
16- قبيلة المساعيد وهي جزء من قبيةل هذي العربية سكنت الحجاز وغزة والصعيد وكانت لها دولة تحكمها في غزة وهي تنتشر الآن بكثر في الصعيد وتحتفظ بنفس اسمها وهي الأى في محافظة قنا واسوان وسوهاج ومن الأماكن الموجودين فيها في قنا قرية ابومناع غرب وايضا اصفون المطاعنة وهم كثير ايضا في سوهاج خاصة حيث توجد عدة قرى تحمل اسم المساعيد
- قبيلة العبابدة: وهم من نسل سيدنا عبدالله بن الــز بــير وانصاره من قبيلة كاهلة فعندما انتصر الحجاج بن يوسف الثقفي على سيدنا عبدالله بن الــز بــير القرشي وقتل سيدنا عبدالله اعطى الحجاج الأمان لأولاد سيدنا عبد الله بن الـز بـير ولأنصارهم من قبيلة كاهل الذين كانوا يشكلون معظم جيش سيدنا عبدالله بن الــز بــير ولكن اولاد سيدنا عبدالله وانصارهم من كاهل لم يأمنوا غدر الحجاج فتوجهوا الى جدة وركبوا البحر منها الى عيذاب في بلاد الصعيد وسكنوا الصحراء الشرقية حتى يبتعدوا عن اعين وبطش دولة بني امية وانتشروا بها وبمحافظات اسوان وقنا وسوهاج ونسبوا جميعهملزعيمهم لعباد احد احفاد سيدنا عبدالله بن الــز بــير اذا فبعضهم ينتسب لسيدنا عبدالله بن الــز بـير وبعضهم لكاهل والبيوت التي تنتسب لسيدنا عبدالله معروفة والبيوت التي تنتسب لكاهل معروفة ايضا ومن قبيلة العبابدة الآن العبابدة الساكنيين في أبو مناع بحري في منطقة الجبل
18- قبائل الأنصار: تنتشر قبائل الانصار في الصعيد انتشار كبير واكثر في قنا واسوان حيث يوجد الانصار في دراو وكوم امبو وادفو ويسكنون غالبا الى جوار قبائل الجعافرة الاشراف الهاشميين ومن اكبر قبائل الانصار في الصعيد قبيلة الصعايدة بمركز دشنا والاقصر في قرية الصعايدة وفي ادفو في الكلح الجبل وقد ورد ذكر قبيلة الصعايدة في الشجرة البرزنجية وهي من اهم المارجع في علم الانساب وذكر فيها الكثير جدا من قبائل الصعيد ومنهم الصعايدة الموجودين في مدينة دشنا
19- قبيلة العليقات :
تنتسب قبيلة العليقات العقيلية الهاشمية الى سيدنا ابراهيم العلق ( بفتح العين وتعني النفيس) بن عبدالله بن مسلم بن عبدالله الاحول المحدث الزينبي بن محمد بن عقيل بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وهم بذلك ينتمون لآل البيت الكرام فسيدنا عقيل هو اخو سيدنا علي بن ابي طالب وكما ذكر الحديث الشريف أن آل البيت اربع ( آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي )
وكان العليقات يسكنون مدينة نصيبين شمال العراق اثناء الخلافة العباسية ابناء عمهم ولما سقطت الخلافة العباسية واستولى التتار على العراق هاجر العليقات الى الشام وشمال الجزيرة العربية ثم استقروا في سيناء ثم نزح قسم كبير منهم الى الصعيد وبقي بعضهم في سيناء وكانت مشيخة قبيلة العليقات في الصعيد والسودان في مدينة قوص بقنا وكان العليقات من فرع الرواف امراء قوص
وكان العليقات اول من حصل على حق الامتياز وهو يعني الاعفاء من الخدمة العسكرية حيث اعفاهم منها محمد علي باشا وحصل عليه بعد ذلك العبابدة ايضا ويوجد العليقات في الصعيد الآن في قوص وقفط واسنا وادفو والبصيلية والسباعية بادفو باسوان وفي دراو وكوم امبوا وسلوا والنوبة هذا بالاضافة الى سيناء
20- قبيلة العكارمة :
وهم ينتسبون للصحابي الجليل سيدنا عكرمة بن ابي جهل المخزومي القرشي
وهم منتشرون بكثرة في مركز قفط بقنا وفي قرى الرمادي بمركز ادفو باسوان
21- قبيلة الــخــولـة بدشنا المركز :
قبيلة الــخــولــة بدشنا المركز من قبائل السادة الأشراف الحسينيون آل البيت بدشنا ونسبهم معروف لدى الاشراف خاصة في اسنا وهم ينتسبون الى جدهم السيد محمد الــخــولــي الكلابي اليافعي الحسيني والنازل بدشنا منذ اكثر من ستة قرون ونسبه كالتالي: هو السيد محمد الــخـــولي بن محمد بن عمر بن كلاب بن سلامه بن محمد بن محمد الملقب بكليب بن ابو القاسم الاسنوي بن محمد الاشهابي بن العارف بالله الشيخ نور الدين علي بن العارف بالله الشيخ علي ابو النور بن السيد عون بن العالم العلامة شرف الدين اليافعي بن ابراهيم بن عثمان بن خضر بن موسى بن يحيى بن علي بن محمد بن الامير عثمان بن حسين الفاسي بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن علي التقي المنتخب الاصغر بن الامام محمد المهدي بن الامام الحسن العسكري الخالص بن الامام القانع محمد الجواد بن الامام علي الرضا بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر بن الامام علي السجاد زين العابدين بن الامام الشهيد ابي عيدالله الحسين بن الامام علي المرتضى علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
اما عن عقب السيد محمد الــخـــولــي والعائلات المنتسبة اليه من الـــخـــولــة الآن فهي كالتالي:
اعقب السيد محمد الــخـــولــي السيد شحاته والسيد خليفة والسيد شحاته اعقب السيد حسين والسيد زايد فأما السيد زايد فاعقب السيد حسين الذي اعقب السيد شحاته ومنه ال الشحتات واعقب السيد مصطفى الذي اعقب السيد صالحين الذي اعقب السيد مصطفى الذي اعقب السيد صالح ومنه آل صالح وآل زايد
واما السيد حسين بن شحاته بن عامر بن محمد الـــخـــولـــي فاعقب السيد خضر الذي اعقب السيد كريم والسيد عبد الجواد ومنهم آل موسى وآل حمزة واما السيد خليفة بن عامر فاعقب السيد محمد الذي اعقب كل من السيد حمد والسيد عمران ومنهم آل عمران وآل الشباحي وآل خليفة وآل النغمات وآل الحنابله وآل علي اعمر
واما السيد مريود فاعقب السيد حمد والسيد محمد فاما السيد محمد فاعقب السيد عبد الكريم الحراز ومنه آل الحراز واما السيد حمد فاعقب السيد محمد ومنه آل الـــخـــولـــي
وكل هذه العائلات والبطون تسكن اليوم في مدينة دشنا المركز بمحافظة قنا بمنطقة الـــخـــولــــة
- قبيلة الخطبه ( السادة الأشراف الخطباء) :
تنتسب قبيلة الخطبه أو الخطباء كما ذكرتهم المشجرات وكتب الانساب إلى سيدنا عقيل بن أبي طالب بن عبدالمطلب أخو سيدنا الامام علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه حيث كان اولاد ابو طالب اربعة وهم : طالب وبه كان يكنى ابوه وهو اكبر اخوانه ومات كافر وليس له ذرية ولا عقب وسيدنا عقيل بن ابي طالب وهو اصغر من طالب بعشر سنين وسيدنا جعفر الطيار بن ابي طالب اصغر من عقيل بعشر سنين وسيدنا علي بن ابي طالب اصغر من جعفر بعشر سنين فالفرق بين كل واحد منهم عشر سنين
والعقب من ثلاثة هم سيدنا عقيل وسيدنا جعفر وسيدنا علي وطالب كما ذكرنا لم يعقب ومات كافرا حيث اجبرته قريش على الخروج معهم لمحاربة المسلمين في بدر وفقد في معركة بدر ولم يعقب وفي علم الانساب نقول (درج) اي لم يعقب
وقبيلة الخطبه تنتسب لسيدنا عقيل بن ابي طالب الذي اعقب الكثير من الاولاد وكلهم قتلوا مع ابن عمهم سيدنا الحسين بن علي في كربلاء بعد مقتل اخوهم سيدنا مسلم بن عقيل في الكوفة
ولم يبقى منهم الا واحد فقط هو محمد بن عقيل ومنه الذرية والعقب حيث باقي ابناء عقيل استشهدوا في كربلاء دون ان يكون لهم ذرية
وسيدنا محمد بن عقيل اعقب القاسم وعبد الرحمن وعبدالله ( وام عبدالله هي السيدة زينب الصغرى بنت الاامام علي و اخت زينب الكبرى التي ضريحها في القاهرة واخت الحسن والحسين حيث تزوجها ابن عمها سيدنا محمد بن عقيل بن ابي طالب )
وعبدالله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب اعقب محمد الاكبر ومحمد الاصغر ومسلم
ومن احفاده سيدنا عبدالله بن محمد بن عقيل الامير شمس الدين الذي اعقب الامير سعد الدين الذي اعقب اثنين هما الامير علم الدين الخطيب والامير علاء الدين الخطيب اجداد السادة الخطبه في الصعيد
والامير علم الدين والامير علاء الدين نزلا في مدينة اسنا بالصعيد ودفنا في ضريحهما المعروف في المسجد العتيق في مدينة اسنا على البحر قرب البربي باسنا وقد زرت هذا المقام اكثر من مرة
ثم انتشرت ذرية الاميرعلم الدين وعلاء الدين في ارجاء الصعيد ومن الأماكن الموجود بها قبيلة الخطباء اليوم
1- قرية ابو مناع بحري بمركز دشنا محافظة قنا
2- قرى الع** بمركز دشنا
3- مركز الوقف بدشنا
4- مدينة اسنا حيث نزل اجدادهم
5- قرية اصفون المطاعنة بمركز اسنا
6- قرية كومير بمركز اسنا
7- قرية الدير بمركز اسنا
8- نجع الخطبه في الاقصر
9- قرية خزام
10- قرية الطود
11- قرية السلمية
12- مركز جرجا بمحافظة سوهاج حيث تعرف ساحتهم هناك بساحة الخطباء الهاشميين
13- مركز البلينا بمحافظة سوهاج
14- مركز طهطا بمحافظة سوهاج
15- مدينة نقادة بمحافظة قنا
16- قرية صوص بمركز نقادة محافظة قنا
17- قرية دنفيق بمركز نقادة محافظة قنا
18- قرية قمولا بمركز نقادة محافظة فنا
19- انحاء مختلفة من ماحفظة اسيوط
20 - انحاء مختلفة من محافظة المنيا
وقد ذكرت قبيلة الخطباء في كل من :
1- كتاب الطالع السعيد حيث ذكر الكتاب قبيلتين فقط في اسنا كانت قبيلة الخطبه واحدة منها
2- الشجرة البرزنجية التي ذكرت اشراف الصعيد
3- كتاب السيف البتار للسيد محمد عبد الواحد نقيب اشراف اسنا
4 - كتاب الذهب المصفى في سيرة آل بيت المصطفى للسيد عباس بصري في باب العقيليين
5- مشجر الخطبه بنقابة الاشراف
6- مشجر الخطبه بقرية اصفون المطاعنة
7- كتاب اللآلئ السنية في الاعقاب العقيلية للعلامة الشيخ الشريف احمد الراجحي العقيلي الهاشمي ( سعودي الجنسية) ويعتبر من اكبر نسابة ذرية سيدنا عقيل وقد ذكر قبيلة الخطبه في الصعيد في كتابه
8- الكثير من مشجرات الاشراف ومخطوطاتهم بالصعيد
——————————————————————————–
23- قبيلة الأشراف ببندر قنا وقرى الاشراف المحيطة
البعض بل الكثير يظن ان الاشراف في مصر هم فقط اشراف قنا وهذا خطأ كبير حيث يقدر العدد الفعلي للأشراف في مصر 6 مليون شريف منهم 4 مليون شريف في الصعيد وهو اكبر تجمع للأشراف في العالم واكثر حتى من الاشراف في الحجاز وغيره لأن اغلب الاشراف هاجروا من الحجاز واكثر هجرات الاشراف الى مص والصعيد خاصة
ولكن الميزة في الاشراف في قنا انهم تجمعوا في مكان واحد لأنه كان وقف لهم وهم فقط جزء بسيط من اشراف مصر فهناك كما ذكرنا اشراف في كل مصر وايضا في ابومناع
وحديثنا هنا عن اشراف مدينة قنا والقرى المحيطة واصولهم وقصة د***هم مصر
الأشراف في مدينة قنا والقرى المحيطة فرعين :
*- الأشراف الجمامزة : وهؤلاء من نسل الأمير جمال الدين الجماز الشريف وهم من نسل سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب وكانوا حكام المدينة المنورة وقد أقطعهم السلطان الملك المؤيد يوسف بن السلطان صلاح الدين الأيوبي نصف أراضي قنا فانتقلوا اليها وسكنوا بها الى اليوم
اذا اماكنهم الآن منحها لمن السلطان يوسف بن صلاح الدين وهي وقف لآبناء جمال الدين الجماز
*- الأشراف العنقاوية وكانوا حكام مكة المكرمة وهم من نسل الامير الشريف عنقا بن وبير من نسل سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب
وهؤلاء لهم قصة ايضا في قدومهم لقنا حيث كانوا هم حكام مكة وفي عهد العثمانيين الاتراك كانوا مقربين من الاتراك واراد العثمانيين ان يأخذوا من الجمامزة الاراضي التي منحهم السلطان يوسف بن صلاح الدين في قنا فذهب الجمامزة الحسينيين الى ابناء عمهم العنقاوية الحسنيين في مكة وطلبوا منهم ان يتوسطوا لهم عند الخليفة العثماني حتى يترك لهم اراضيهم وكان المقابل انه اذا نجح العنقاوية امراء مكة في الوساطة لهم نصف اراضي الجمامزة في قنا وبالفعل نجح الامر واخذ العنقاوية نصف اراضي قنا وسكنوا بها الى اليوم
اذا اشراق قنا قسمين :
* الجمامزة وهم من نسل سيدنا الحسين ويسكنون مدينة قنا البندر والقرى المحيطة مثل الشويخات والخادمة والاشراف القبلية والبحرية والشرقية
* العنقاوية وهم من نسل سيدنا الحسن ويسكنون مدينة قنا فقط
اذا الاشراف في القرى المحيطة بقنا كلهم جمامزة حسينيين
ونؤكد نرة اخرى ان هؤلاء الاشراف في قنا وقراها لكن هناك اشراف اكثر بكثير في كل مصر وفي دشنا وابومناع ايضا
عبدالصبور القصاصي قال:
سبتمبر 27th, 2010 at 4:48 ص
شيخ العرب همام
.. والدكتور نسيم مقار يكتب عن تاريخ العائلة إمبراطورية هوارة في صعيد مصر
لقد نزحت إلي مصر بعد ظهور الإسلام قبائل عربية كثيرة، بيد أنه لم يقدر لقبيلة منها، وبخاصة القبائل التي نزلت بصعيد مصر أن تحظي بالشهرة والمكانة التي حظيت بها قبيلة الهوارة في الصعيد بل لم يقدر لواحدة منها أن تبسط نفوذها وسلطانها علي مناطق واسعة من الصعيد بمثل ما فعلت هذه القبيلة.
فقد حكم شيخ العرب همام زعيم قبيلة الهوارة الصعيد جنوبي أسيوط حتي اسنا فترة من الزمن، بل لقد امتد نفوذه إلي ابعد من ذلك حتي بلاد النوبة، وأقام دولة في صعيد مصر عرفت في التاريخ باسم دولة شيخ العرب همام استمرت ما لا يقل عن أربع سنوات «1765- 1769»، والباحث في تاريخ الهوارة يجد أن نفوذهم في الصعيد قد استند إلي دعامتين رئيسيتين احداهما تتمثل في نظامهم البارز في زراعة الأرض ومثابرتهم دون سائر القبائل الأخري في استصلاح الأراضي الصحراوية والتي مكنتهم من استغلال المساحات الكبيرة منها في الإنتاج الزراعي، والدعامة الأخري تتمثل في شهرتهم الواسعة في تربية الخيول، وامتلاك الكثير منها، وقد كانت عونا لهم في صراعهم مع المماليك والحكومة المركزية من أجل السلطة والنفوذ.
والهوارة قبل أن يصلوا إلي حكم الصعيد دخلوا في صراع مع امراء المماليك ونازعوهم السلطة، وقاموا بالثورات علي الحكومة المركزية في القاهرة، واشتبكوا في حروب معها، حتي إذا ما انفرد علي بك الكبير بحكم مصر شن حربا شعواء عليهم وانتهت بزوال سلطتهم، وان لم تقض كلية علي نفوذهم الذي ظل متغلغلا في مراكز وقري الصعيد، إلي أن تولي محمد علي حكم مصر، فسعي إلي القضاء علي نفوذهم إذ امعن بالسيف والاعدام فيهم حتي قتل العديد منهم، كما دمر قراهم واستولي علي ممتلكاتهم فارتاح من منافستهم له علي السلطة ومعارضتهم لحكومته علي نحو ما فعل مع المماليك.
وهكذا كان لهوارة الصعيد دور بارز علي مسرح الاحداث في مصر في القرن الثامن عشر واوائل القرن التاسع عشر في الصراع من أجل السلطة والنفوذ.
وعلي الرغم من أهمية هذا الدور التاريخي لهوارة الصعيد، واثرهم في الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، فان المؤرخين المحدثين يقصرون عن معالجته أو حتي الاشارة إليه حين يتعرضون لحكم المماليك أو لحكم محمد علي في صراع كل منهما ضد القوي المنافسة له في حكم البلاد- مع أن المؤرخين المعاصرين من امثال الشيخ عبدالرحمان الجبرتي قد عرضوا له اذ تناول هذا المؤرخ المصري الجليل في كتابه «عجائب الآثار في التراحم والأخبار» قصة الصراع بين الهوارة والمماليك وافاض بصفة خاصة في الحديث عن الحرب الأخيرة التي دارت بين علي بك الكبير وشيخ العرب همام زعيم الهوارة في الصعيد، كما عرض لهذا الدور التاريخي لقبيلة الهوارة بعض الرحالة الموثوق بهم مثل الرحالة بوركهار الذي ضمنه بعض ملامح كتابه «رحلات في النوبة» وقد ذار هذا الرحالة السويسري مصر والسودان في اوائل القرن التاسع عشر واتيحت له فرصة التعرف علي بعض زعماء الهوارة والاتصال بهم وامكنه ان يلم بجوانب مهمة من تاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم ونظم معيشتهم في المناطق التي كانوا قد بسطوا نفوذهم عليها، وبخاصة في مراكز وقري قنا، مما يعد صفحة مهمة مطوية في تاريخهم.
وإذا كان قد اتيح لبعض الأستاذة المصريين فرصة ترجمة كتاب رحلة «بوركهارد» السالف الذكر إلي اللغة العربية، مما يعد في حد ذاته مجهوداً علمياً يستحق التقدير، إذ يخدم جانباً مهماً من الدراسات الإفريقية بالمكتبة العربية إلا أن يد الترجمة لم تمتد إلي ملاحق هذا الكتاب رغم أهميتها وهي التي تناولت فيما تناولت من الموضوعات السياسية والاجتماعية والتاريخية المهمة موضوع بسط الهوارة نفوذهم علي الصعيد وموقف محمد علي العدائي منهم.
وربما كان هذا القصور وغيره من الدوافع الرئيسية التي دفعتني للتصدي للكتابة في هذا الموضوع مما قد يلقي الضوء علي صفحة مهمة مطوية من تاريخنا القومي، باعتبار أن الهوارة قبيلة من العرب نزحت إلي مصر حيث استوطنت مناطق واسعة من الصعيد امتدت كما اسفنا، جنوبي اسيوط حتي اسنا، واستقرت بها وارتبطت بأرضها ارتباطا وثيقا، بعد أن فتحوها بكدهم وكفاحهم ومدوا يد العمران إليها، وتصدوا للحكام من المماليك والاتراك ونازعوهم السلطة عندما سعي هؤلاء الحكام للقضاء علي سلطانهم ونفوذهم الذي اقاموه في مناطق الصعيد وقد تاصلوا فيها وارتبط تاريخهم ومستقبلهم بها.
وساتناول في هذا البحث تاريخ نزوج الهوارة إلي مصر، وازدياد نفوذهم في الصعيد وقيام دولة شيخ العرب همام زعيمهم ونظام حكم الهوارة في الصعيد، وما يدور من حديث حول جمهورية همام وأخيراً زوال شيخ العرب همام علي يد علي بك الكبير، ثم موقف محمد علي بعد توليه حكم مصر من الهوارة في الصعيد، وما كان من أمر تخلصه من معارضتهم لسلطانه بالقضاء علي زعمائهم وتدمير قراهم علي يد ابنه إبراهيم باشاتاريخ نزوح قبيلة الهوارة إلي مصر:
يقول مكمايكل البريطاني الذي عني بدراسة تاريخ القبائل العربية في مصر واسودان ان قبيلة هوارة نزحت من بلاد المغرب إلي مصر حيث استقرت في مديرية البحيرة ثم اضطرت في القرن الرابع عشر الميلادي تحت ضغط قبائل زنارة وحلفائهم إلي الهجرة جنوبا فاستقر الكثير منهم في مديريات الصعيد المختلفة، وهناك أخذ يعلو شأنهم عندما استقروا في جرجا وما حولها عام 1382 زمن حكم الأمير برقوق أول امراء المماليك البرجية، إذ بفضل مهارتهم ومثابرتهم في الزراعة امكن استخلاص الأراضي من براثن الصحراء، بعد أن كانت رمال الصحراء قد طغت عليها ونجح الهوارة دون سائر القبائل الأخري التي هاجرت إلي مصر من بلاد المغرب في توطيد اقدامهم في وادي النيل وبمضي الزمن زاد عددهم وقوي بأسهم حتي انتشروا في معظم الوجه القبلي وبسطوا نفوذهم في مراكز قنا.
ازدياد نفوذ الهوارة وقيام دولة شيخ العرب همام:
علي أن نفوذ الهوارة فيما يبدو قد امتد إلي الجنوب في قنا حتي أسوان إذ يضيف مكمايكل إلي ذلك انه قرب نهاية القرن الرابع عشر هاجم الهوارة بالاشتراك مع أولاد كنز مدينة أسوان، وبعد ذلك ببضع سنوات انقلبوا علي حلفائهم واستولوا علي المدينة بأنفسهم بعد أن اعملوا السيف في اهلها.
أما الرحالة «بوركهارد» الذي زار وادي النيل في أوائل القرن التاسع عشر فبعد أن وصف انتشار الهوارة في وقت زيارته في القري الممتدة علي الضفةالغربية للنيل من أسيوط شمالاً إلي فرشوط جنوبا، وبالقرب من قنا علي الشاطئ الشرقي، وتمتعهم بالقوة والثروة فانه يروي لنا بالتفصيل كيف ان اسرة زعيمهم همام أبويوسف «في القرن الثامن عشر» ادعت لنفسها حكم مصر العليا «الصعيد» جنوب أسيوط، وان المماليك في ذلك الوقت اضطروا إلي الاذعان والاتفاق معهم علي ترك هذه البلاد تحت نفوذ الهوارة.
ثم يضيف «بوركارد» إلي ذلك ان همام قد امكنه ان يبسط سلطانه شمال النوبة التي زارها مرات عديدة وتوغل جنوبا حتي المجس.
نظام حكم الهوارة في الصعيد:
ان الدكتور لويس عوض في كتابة «المؤثرات الأجنبية في الأدب العربي الحديث «البحث الثاني» الفكر السياسي والاجتماعي» يؤكد هذا الرأي مستنداً إلي أقوال بعض المعاصرين كرفاعة الطهطاوي في كتابه «تلخيص الابريز» وما ورد بمذكرات المعلم «الجنرال يعقوب» في مشروع استقلال مصر الذي قدمه عام 1801 إلي الدول الأوروبية مشيراً فيه إلي حكومة شيخ العرب همام في الصعيد كمثل يمكن أن تكون عليه حكومة مصر عند حصولها علي الاستقلال.
فقد ذكر رفاعة الطهطاوي في وصفه لحالة الرأي العام في فرنسا عام 1830 بأن ثورة لويس فيليب ملك الفرنسيين علي شارل العاشر قوله: «أعلم أن هذه الطائفة «يقصد الفرنسيين» متفرقة في الرأي فرقتين اصليتين وهما الملكية والحرية، والمراد بالملكية اتباع الملك القائلين بأنه ينبغي تسليم الأمر لأولي الأمر من غير أن يعارض فيه من طرف الرعية بشيء والآخرون يميلون إلي الحرية بمعني أنهم يقولون لا ينبغي النظر إلا في القوانين فقط والملك انما هو منفذ للاحكام طبق ما في القوانين فكانه عبارة عن الة، ولا شك ان الرأيين متباينان، ومن الفرقة الثانية طائفة عظيمة تريد أن يكون الحكم بالكلية للرعية ولا حاجة إلي ملك اصلا، «ولكن لما كانت الرعية لا تصلح أن تكون حاكمة ومحكومة، وجب ان تكون منها من تختاره منها للحكم، وهذا هو مثل مصر في زمن حكم الهمامية فكانت امارة الصعيد جمهورية التزاميةويفسر الدكتور لويس مفهوم الجمهورية عند رفاعة في جمهورية شيخ العرب همام «بأن اركان الفكرة الجمهورية عند رفاعة الطهطاوي كما حددها هي ان يكون الحكم بالكلية للرعية» أي أن الأمة مصدر السلطات، كما نقول نحن في الدساتير الحديثة وانه «ولا حاجة لملك اصلا» أي أن يكون للدولة رئيس وجهاز حكم غير متوارث وانما نابعاً من القاعدة الشعبية وان الامة وجب ان توكل عنها من تختاره منها للحكم، وهذا التوكيل سواء تم عن طريق الانتخاب أو عن طريق الاستفتاء أو عن طريق البيعة أو عن طريق آخر هو المقابل لفكرة التوكيل أو التفويض.
أما بالنسبة لما ورد عن جمهورية همام في مشروع المعلم «الجنرال يعقوب» الخاص باستقلال مصر الذي قدمه عام 1801 إلي الدول الأوروبية كنموذج لنظام الحكم الذي يقترح قيامه في مصر المستقلة، ففي القسم السابع من مذكراته «مذكرات المعلم يعقوب» التي قدمها سكرتيره الفارس لاسكارس إلي الكباتن جوزيف ادموندز، قومندان السفينة بالاس لرفعها إلي مجلس الوزراء البريطاني عن طريق وزير البحرية البريطانية، يذكر المعلم يعقوب وإذا ما اجازت الحكومات الأوروبية استقلال مصر فالسؤال هو كيف يحكم المصريون نفسهم وكيف يدافعون عن استقلالهم؟
فلتكن الحكومة الجديدة عادلة وقاسية وقومية كحكومة شيخ العرب همام في الصعيد التي رويت لك قصتها فهي بالتأكيد سوف تكون موضع الاحترام والطاعة والحب.
ومهما يكن من أمر نظام الدولة التي اقامها شيخ العرب همام في الصعيد فان الذي يعنينا في هذا المقام هو الوقوف علي نظام حكم الهوارة لبلاد اصعيد التي خضعت لنفوذهم وهوما عني بابرازه الرحالة بوركهارد الذي جاء إلي مصر في أوائل القرن التاسع عشر، وزار مناطق الهوارة في الصعيد واختلط ببعض زعمائهم وتعرف علي عاداتهم وتقاليدهم وجوانب مهمة من تاريخهم ونظم حكمهم سجلها في ملاحق كتاب رحلته.
ان الرحالة بوركهارد يصف نظام حكم الهوارة في الصعيد بالصرامة والتعالي وذكر انهم كانوا يفرضون ضريبة علي الأرض وكذلك كانت تفرض المكوس علي التجارة وبخاصة في قنا وفرشوط وجرجا ويضيف بوركهارد إلي ذلك ان كثيراً من اقارب همام كانوا يحكمون في مراكزهم بالقسوة وان القبط كانوا اكثر تأثراً بقسوتهم فقد تعرضوا باستثناء من كان يعمل منهم لدي الهوارة ككتبة أو صيارفة لأعمال الاغتصاب وبخاصة من كان يعمل منهم في الزراعة أو صناعة النسيج وكان الفقراء منهم يعملون كرقيق للأرض مقابل تمتعهم بالحماية أو امدادهم بالقوت والكساء وإذا حدث أن اصاب احدهم الثراء فانه يعفي من الأعمال الشاقة ويحمي من استبداد أي شيخ آخر ولكن يضطر إلي تقديم الهدايا لسيده من وقت لآخر في كل مناسبة.
ويحدثنا «بروكهارد» عن نظام فرض الضريبة علي الأرض الرزاعية، بأن شيوخ القري كانوا يتسلمون ضريبة الأرض من الفلاحين وفي كل جزء من المناطق التي خضعت لنفوذ الهوارة كانت الضريبة علي الأرض لا تفرض علي الفدان كما هو لحال الآن وانما كل مركز يدفع المبلغ الاجمالي للضريبة المقررة عليه وشيوخ القري كان لهم الحرية في توزيعها علي الفلاحين حسب هواهم وعن هذا الطريق جمعوا ثروة كبيرةأما مناطق الصعيد التي خضعت لنفوذ الهوارة وطبق عليها هذا النظام الضريبي فان الرحالة «بوركهارد» يؤكد أن قبيلة الهوارة كانت تحتل جميع القري علي الشاطئ الغربي للنيل من قرب أسيوط شمالا حتي فرشوط جنوبا وبالقرب من قنا علي الشاطئ الشرقي للنيل وان أكثر الفلاحين ثراء في هذه القري كانوا يتبعون هذه القبيلة وحتي تولي محمد علي حكم مصر كانوا اقوياء جدا وفرع أولاد يحيي الذين استقروا علي الضفاف الشرقية للنيل من بهجورة وحتي قنا وتشمل القري الكبيرة للسلامية والقصير والصياد وفاو والشاورية، وحازوا علي شهرة كبيرة بأعمالهم الثورية وقيامهم بالثورات.
وأخيراً يشرح الرحالة «بوركهارد» الدعائم التي ارتكز عليها حكم الهوارة في الصعيد بقولة «إن اقليم الهوارة اشتهر بأنه اغني بقاع مصر بالخيول وكل فلاح يمتلك حصانا ومن ثم فان كتيبة كبيرة من الفرسان كان يمكن جمعها في اللحظة الحامسة، في الوقت نفسه كانت اراضيهم تزرع جيداً ومن أكثر البقاع المصرية ازدحاما بالسكان، ومن تل بمدينة طوطا الصغيرة استطعت ان احصي حسب امتداد بصري 35 قرية.
وقد امتدح الرحالة «بوركهارد» طبيعة الكرم التي اشتهر بها شيوخ الهوارة وقد بات ليلة عند واحد منهم بقرية مقابل ابيدوس ويذكر انه وجد في بيت هذا الشيخ الهواري في تلك الليلة اكثر من ستين شخصاً يتناولون طعام العشاء في فناء البيت.
أما عن علاقات الهوارة بجيرانهم من البدو والقبائل الأخري المجاورة فان الرحالة «بوركهارد» يذكر أن حكم الصعيد لم يخلص للهمامية تماماً، فقد كانوا يتعرضون للهجمات المتواصلة من بدو ليبيا، وكذلك من القبائل القاطنة في الصحراء غرب أسيوط في السهل المواجه لبني عدي، وان معارك دموية كانت تنشب بينهما ولا يزال الهوارة يذكرونها تحي اليوم وكذلك كانوا يتعرضون لهجمات اعدائهم التقليدين من قبيلة «قصاص» التي تقطن البلاد الواقعة علي الضفاف الغربية من طيبة إلي القرب من اسنا.
هزيمة الهوارة وزوال
هزيمة الهوارة وزوال
دولتهم علي يد علي بك الكبير:
علي أن الخطر الحقيقي الذي كان يتهدد دولة الهوارة لم يكن يتمثل في البدو أو القبائل الأخري المجاورة لهم التي كانت تشن عليهم الغارات من وقت لآخر، وإنما كان يتمثل في منافسيهم الأصليين علي السلطة والحكم من المماليك، فهؤلاء وان كانوا قداتفقوا معهم علي ترك حكم الصعيد لهم فإن كان ذلك تحت ضغط ازدياد قوة الهوارة في هذه البلاد وعدم قدرة المماليك علي مواجهتها بيد أن ذلك لم يستمر طويلاً، إذ سرعان ما استعاد المماليك قوتهم عقب انفراد علي بك الكبير بحكم مصر فتوالت هجماتهم علي الهوارة الذين انهزموا امامهم في عدد من المعارك الدموية وقد جرح خلالها الزعيم همام الهواري واضطر إلي الفرار إلي اسنا حيث توفي ودفن بالقرب من نقادة مقابل قوصولقد وصف الشيخ عبدالرحمن الجبرتي المؤرخ المصري المعاصر المرحلة الأخيرة من مراحل الصراع بين المماليك والهوارة من أجل السلطة، وما كان من أمر الحرب الفاصلة التي دارت بين قوات علي بك الكبير بقيادة محمد بك أبوالذهب والهوارة، والتي انتهت بهزيمة شيخ العرب همام وزوال دولته، وما كان لخيانة ابن عم همام من اثر في الهزيمة.
يقول الجبرتي وكان من أمرهم أنه لما ذهب محمد بك أبو الذهب إلي جهة قبلي لمنابذة شيخ العرب همام كما تقدم وجري بينهما الصلح علي أن يكون لهمام من حدود برديس وتم الأمر علي ذلك ورجع علي بك إلي مصر ارسل علي بك يقول له إني امضيت ذلك بشرط أن تطرد المصريين الذين عندك ولا يبقي منهم احد بدائرتك فجمعهم واخبرهم وقال لهم اذهبوا إلي أسيوط واملكوها قبل كل شيء، فان فعلتم ذلك كان لكم بها قوة ومنعة وأنا امدكم بعد ذلك بالرجال والمال واستصوبوا رأيه وبادروا وذهبوا إلي أسيوط، وكان بها عبدالرحمن كاشف من طرف علي بك الكبير وذو الفقار كاشف، وكانوا قد حصنوا البلدة وجهاتها وبنوا كرانك والبوابة، وركبوا عليها المدافع.. واشعلوا واحرقوا الباب وهجموا علي البلدة ولم يكن بهم طاقة اكثرتهم وهم «جماعة صالح بك وباقي انقاسمية وجماعة الخشاب وجماعة الفلاح وجماعة مناو ويحيي السكري.. وغيرهم ومعهم كبار الهوارة وأهالي الصعيد فملكوا أسيوط وتحصنوا بها وهرب من كان فيها، وقد وردت الأخبار بذلك إلي علي بك فعين للسفر إبراهيم بك بلقيا ومحمد بك أبوشنب، ومن كل وجاق جماعة وعساكر ومغاربة، ثم سافر محمد بك أبو الذهب ورضوان بك وعدد من الأمراء والصناجق وضم اليهم ما جمعه وجلبه من العساكر المختلفة الاجناس من ولاة ودروز ومتاولة وشوام وذهب الجميع إلي أن وصلوا إلي قرب أسيوط.. وتيقظ القوم واستعدوا لهم فالتطموا معهم وهم قليلون بالنسبة لهم ووضع الحرب واشتد الجلاد وبذلوا جهودهم في الحرب.. وانجلت الحرب عن هزيمتهم ونصرة المصريين عليهم وذلك عند جبانة أسيوط واقموا بأسيوط أياما ثم ارتحلوا إلي قبلي بقصد محاربة همام والهوارة واجتمع كبار الهوارة مع من أنضم إليهم من الأفراد المهزومين وارسل محمد بك أبوالذهب محمد بك إسماعيل أبوعبدالله وهو ابن عم همام ومناه ووعده برياسة بلاد الصعيد عوضا عن شيخ العرب همام حتي ركن إلي قوله وصدق تمويهاته وتقاعس وتثبط عن القتال وخذل طوائفه ولما بلغ شيخ العرب همام ما حصل ورأي فل القوم خرج من فرشوط وبعد عنها ثلاثة أيام ومات مكدودا مقهورا ووصل محمد بك ومن معه إلي فرشوط فلم يجد مانعا فملكوها ونهبوها واخذوا جميع ما كان بدوائر همام واقاربه واتباعه من ذخائر وأموال وغلال وزالت دولة شيخ العرب همام من بلاد الصعيد من ذلك التاريخ كأن لم تكن.
محمد علي ومذبحة الهوارة
علي ان هزيمة الهوارة علي يد علي بك الكبير عام 1769 وان كانت قد قضت علي دولته التي زالت نهائياً منذ هذا التاريخ، إلا أنها لم تقض تماما علي نفوذهم في المراكز التي انتشروا فيها في الصعيد، إذ يبدو أنهم سرعان ما جمعوا شملهم واستعادوا قوتهم بعد زوال دولة علي بك الكبير، وهو ما يؤكده الرحالة «بوركهارد» الذي زار مراكز الهوارة واختلط بهم من خلال زيارته لمصر عام 1813، اذ يذكر هذا الرحالة ان سلطان الهامية قد قضي عليه تبعا لذلك ولكن فيما يتعلق بقوة الهوارة فقد ظلت قائمة وانه علي الرغم من ان بكوات الممالك كانوا في حرب دائمة معهم فانهم لم يستطيعوا كسر شوكتهم ويستدل «بوركهارد» علي ذلك علي سبيل المثال بأولاد يحيي الذين ظلوا دائماً محافظين علي استقلالهم وكذلك بشيوخ القري أنفسهم الذين كانوا يتسلمون ضريبة الأرض من الفلاحين.
وعندما تولي محمد علي حكم مصر عام 1905 وجد الهوارة يتمتعون بالقوة في المناطق التي يسطوا عليها نفوذهم في الصعيد، ومن ثم عمل علي القضاء علي نفوذهم في هذ البلاد بمثل ما فعل مع المماليك؛، وقد قضي عدة سنوات قبل أن يتمكن من اخضاع الهوارة في المراكز التي انتشروا فيها والرحالة «بوركهارد» قد اوضح لنا الوسائل التي انتهجها محمد علي للقضاء علي نفوذ الهوارة في الصعيد.
يقول الرحالة «بوركهارد» لقد قام حكام محمد علي في الصعيد عابدين بك وصالح اغا وحسين باشا لنهب الكثير من قراهم ولكن ابنه إبراهيم باشا هو الوحيد الذي استطاع ان يثبت سلطته في هذه الجهات عن طريق القسوة والصرامة التي اتبعها مع زعماء الهوارة بأن قتل بالسيف أو عن طريق تنفيذ حكم الاعدام فيما يقرب من ألفي هواري علي أقل تقدير، كما غير شيوخ القري بنفس الطريقة التي غير بها الزعيم الوهابي شيوخ شبه الجزيرة العربية فمزق وحدة القري بينهم وعاقب بشدة وبدون رحمة جميع الذين كانوا يبدون ادني معارضة أو مقاومة لسطاته وآخر قرية من قري الهوارة دمرها إبراهيم في الصعيد كانت أرمنت المقر الرئيسي للقصاص ففي خريف عام 1813 انقض إبراهيم ليلا علي القرية وقتل حوالي الثلاثين من الشخصيات البارزة فيها وسلب جميع أموالهم وممتلكاتهم.
ويضيف الرحالة «بوركهارد» إلي ذلك أنه منذ ذلك التاريخ خضع الصعيد كله لسلطانه واضطر الهوارة إلي أن يتركوا خيولهم ولا احد غير شيوخ القري يجرؤ علي الاحتفاظ بها، وتبعا لذلك تضاءلت قوة فرسانهم الرهيبة
عبدالصبور القصاصي قال:
سبتمبر 27th, 2010 at 4:53 ص
سبحان من له الملك
أما عن علاقات الهوارة بجيرانهم من البدو والقبائل الأخري المجاورة فان الرحالة «بوركهارد» يذكر أن حكم الصعيد لم يخلص للهمامية تماماً، فقد كانوا يتعرضون للهجمات المتواصلة من بدو ليبيا، وكذلك من القبائل القاطنة في الصحراء غرب أسيوط في السهل المواجه لبني عدي، وان معارك دموية كانت تنشب بينهما ولا يزال الهوارة يذكرونها تحي اليوم وكذلك كانوا يتعرضون لهجمات اعدائهم التقليدين من قبيلة «قصاص» التي تقطن البلاد الواقعة علي الضفاف الغربية من طيبة إلي القرب من اسنا.
الاقصر
_________________
مصطفى سليمان أبوالطيب الهوارى